براءة حواء من خروج آدم من الجنة(5)

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
( لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر).
[ البخاري ومسلم / أحمد / وغيرهم.واللفظ هنا لمسلم]


ولا شك أن المقصود ليست الخيانة المصطلح عليها عندنا .!!
وهي رؤية أغلب أهل العلم مما تطرق لشرح هذا الحديث البليغ...فلا ننسنى أن رواته ومخرجيه عديدين...فقد أخرجه أيضا إضافة إلى ما ذكرت الحاكم في المستدرك على الصحيحين وابن حبان والحارث في مسنده.

والحق أنه يكفيه أنه في الصحيحين، * ولعل من أمتن الشروح على البخاري شرح الحافظ العسقلاني المسمى بـ" فتح الباري..." فهو من أنفس الشروح عند أهل العلم.


فقد جاء فيه:

"قوله:" ولولا حواء "أي امرأة آدم وهي بالمد قيل سميت بذلك لأنها أم كل حي..."
وقوله " لم تخن أنثى زوجها " فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونزع العرق ...."ــ أي في بنات آدم ــ!!

ويزيد الحافظ فيقول:
" وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا ..."...!!
[ابن حجر العسقلاني.فتح الباري ج: 6 ص: 368]

* وأحسن كلام في المسألة قول العلامة صديق حسن خان القنوجي البخاري في تصنيفه الرائع الموسوم
"حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة " وهذا من نوادر الكتب في

هذا الفن حيث قال:
" خيانة حواء لآدم:هي ترك النصيحة له في الأكل من الشجرة،لا في غيرها "...!!
[حسن الأسوة:صفحة:454 باب ماورد في خيانة الأنثى]


* ويعلل الحافظ ذلك بقوله:

" ...ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك لآدم عد ذلك خيانة له.. وقريب من هذا حديث جحد آدم فجحدت ذريته وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهن الكبرى
وأن ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها شيء قصد إليه أو على سبيل الندور ..."

* نصيحة الحافظ لبنات حواء:

وقد صدق الحافظ رحمه الله قد كان من النساء في تاريخ الدنيا الضابطات لأنفسهن ممن ضرب بهن المثل .. كآسيا امرأة فرعون...مريم العدراء... فاطمة الزهراء...عائشة...وغيرهن كثير...

والتاريخ الإسلامي والعربي مملوءا بأمثالهن وإلى أن يرث الله الأرض وماعليها...!!



انا مسلمة والحمدلله .. يعني أؤمن بكل ما جاء بالقرآن الكريم .. وفي ثقافتنا الأسلامية لا نضع اللوم على أمنا حواء بالخروج من الجنة مع سيدنا آدم.



{ وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } (سورة البقرة:35)



ولكن الشيطان اغراهما
ووسوس لهما معاً ولم يوسوس لأمنا حواء لتغري آدم بالأكل من الشجرة



{ فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين } (سورة الأعراف:20)



اي لم يوسوس لأمنا حواء فقط .. بل لهما.. وفي ثقافات اخرى اصابع الأتهام تتجه نحو امنا حواء وتتهمها بأنها من جعل سيدنا آدم يخرج من الجنة .. وأن ثمرة التفاح هي التي اغرت بها سيدنا آدم .. وللأسف هناك الكثير من المسلمين يتناولون هذه الحكاية وكأنها من ثقافتهم ودينهم .. وبعضهم يتهم امنا حواء اتهاماً صريحا بأنها السبب .. وهذا بسبب جهلهم بدينهم الحنيف.





{ وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين* قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } (سورة الأعراف:22ـ23)




الله عز وجل عندما عاقب .. عاقبهما سوياً .. لأنهما اشتركا بالخطأ سويا .. مع أن ذنب سيدنا آدم اكبر .. لأن الله عز وجل عندما غضب عليه خاطبه بـ



( وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )




" خطأ حواء هو ترك النصيحة له في الأكل من الشجرة،لا في غيرها "...!!
[حسن الأسوة:صفحة:454 باب ماورد في خيانة الأنثى]



{ ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } (سورة الأعراف:23)


وهذا يعني مسؤوليتهما معا .. ظلما انفسهما .. وإن لم يغفر الله لهما معا سيكونان من الخاسرين




في النهاية نحن المسلمون ممن يعرفون دينهم لا نختلف على براءة أمنا حواء .. ولكن العامة تكرر كلمات غريبة عن ديننا .. وهي ان حواء اخرجت آدم من الجنة .. ولهذا وضعت هذا الموضوع

ماااااااااااااااااااااااااااشى يابابا

برررراااااااااااااااااااااااااافو يا نونة